نشاط اداري : السداسي التاني : المرافق العامة.

نشاط اداري : السداسي التاني : المرافق العامة.

4:29 ص اضف تعليق
المحور الاول:المرفق العام:

1: تعريف المرفق العام:

يمكن تعريف  المرفق العام با لإستناد الى معيارين معيار عضوي ومعيار موضوعي او الوظيفي.

1: المعيار العضوي: 

هو كل منظمة عامة تنشأها الدولة وتخضع لإدراتها بقصد تحقيق حاجيات الجمهور كمرفق القضاء و الأمن ومرفق الدفاع.......الخ.

2 المعيار موضوعي او الوظيفي:

هو كل منظمة يباشرها شخص عام بقصد إشباع حاجة عامة.

عناصر المرفق العام:

للمرفق العام تلانة عناصر: 

1:المرفق تنشئه الدولة:

اي ان الدولة التي تخضع او تقدر نشاط معين لمرفق عام بناءا على قانون معين وهدا لايعني ان يكون كل مشروع تحدته الدولة

ان تتولى هي مباشرة إدارته فكتيرا ما تعهد الإدارة الى الأفراد او شركة خاصة بإداء خدمة عامة تحت إشرافها  في نظام الأمتياز.

2: هدف المرفق العام: 

هو تحقيق المصلحة العامة وهو كل وظيفة إدارية بل وحتى المؤسسات التي تسيرها الدولة والتي تكون غايتها تجارية بحتة 

كالمؤسسات الإقتصادية التي تهدف الى تحقيق المصلحة العامة كما ان تحقيق المصلحة ليس حكرا فقط على الإدارة بل هناك 

بعض الوظائف يمارسها الأفراد وتهدف الى تحقيق المصلحة كا الجمعيات الخيرية.

3: خضوع المرفق لسلطة الدولة : 

أ)سلطة الدولة على نشاط المرفق:

اي ان الدولة هي التي تحدد نشاطه وقواعد تسييره وعلاقته بالجمهور وبيان سبل الإنتفاع ورسومه.

ب):السلطة الدولة على المرفق كهيكل :

اي ان الدولة هي التي تضع التنظيم الخاص  بمرفق وتبين أقسامه وفروعه وتعيين مواظفيه، وتمارس الرقابة على النشاط وعلى 

الأشخاص.

ج): خضوع المرفق لنظام قانوني خاص :

ويقصد به خضوع المرافق العامة لأحكام و مبادئ القانون الإداري وان تتبع في ادارة هده المرافق وسائل القانون العام.

-انواع المرافق العامة : 

حسب النشاط تقسم الى مرافق عامة إدارية وإقتصادية.

1): المرافق العامة الإدارية: 

وهي تلك المرافق التي تنشئها الإدارات العامة لممارسة وظائفها والمتمتلة في نشاط التقليدي لدولة في مجالات : التعليم، العلاج،

الدفاع، والأمن .........الخ.

2):المرافق العامة الإقتصادية : 

ظهرت هده المرافق نتيجة تدخل الدولة في الحياة العامة خاصة في ميادين الصناعية والتجارية والتي هي أصلا شوؤن القطاع 

الخاص وإهتمامات الأفراد.

3):المرافق العامة الإجتماعية:

وهي التي يكون نشاطها عام إجتماعي كمرفق الضمان الإجتماعي كالتأمينات ، صندوق التقاعد ،والبطالة ،دار العجزة 

والشيخوخة.

4):المرافق العامة المهنية :

متل المنظمات والنقابات المهنية كمنظمة المحامين - النقابات العمالية - الإتحاد العام للعمال الجزائريين.

المبادئ الأساسية التي تحكم المرافق العامة: 

1)مبدأ المساواة المنتفعين امام المرفق :

هو إمتداد لمبدأ مساواة الأفراد امام القانون وينتج عن هده المبدأ: 

1): مساواة المنتفعين من خدمة المرفق:

دون تمييز بين المنتفعين بسبب الجنس أو اللون أو الدين أو الحالة المالية.

هناك بعض الشروط كدفع الرسوم أو وجوب تقديم بعض الوتائق لا يعد إنتهاكا لمبدأ المذكور.

2): مساواة في الالتحاق بالوظائف العامة: 

فهو حق دستوري يتمتع به الأفراد غير ان التمتع بهدا الحق لا يمنع المشرع ان يضبظ الإلتحاق بالوظيفة بشروط كالجنسية 

كالسن ، حسن السيرة ، والسلوك ............الخ.


مبدأ تسيير المرفق العام بإنتظام والأطراد:

أي لا بد للمرفق من تقديم خدمات للجمهور بشكل مستمر ومتواصل وانقطاع هده الخدمات يضرب المصلحة العامة وبحقوق

الأفراد وبهدف إستمرار نشاط المرفق وقيامه با لخدمات المنوطة بها نقد المشرع على جملة من الضمانات: 

أ)ضمانات تشريعية: 

1)تنظيم ممارسة حق الإضراب: 

وهو تنظيم جماعي إرادي وتوقف لمدة محدودة لغرض تحقيق مطالب معينة مهنية او إجتماعية .

-القيود الواردة على ممارسة حق الإضراب:

ضبظ المشرع حق الإضراب بقيود إجرائية تحول دون تعسف الجهة القائمة وهي: 

1 عقد إجتماعات دورية.

2 رفع الخلاف إلى الجهات الوصية .

3 إحالة الخلاف على مجلس الوظيفة العمومية المتساوية الأعضاء.

4 موافقة جماعية للعمال على اللجوء الى الإضراب .

5 الإشعار المسبق للإضراب.

6 ضمان الحد الادنى للخدمة .

7 إتخاد إجراءات المحافظة على الممتلكات .

تنظيم ممارسة حق الإستقالة: 

تعتبر أداة للتعبير عن إرادة الموظف في التخلي عن الوظيفة والإنقطاع عن العمل لا يتم بمجرد تقديم الإستقالة كتابيا واما بقبولها

وموافقتها من قبل الجهة التي لها سلطة التعيين ، غير ان المشرع وضع لأي تعسف من جانب الإدارة اجاز الموظف المعني

في حالة رفض الطالب ان يرفع امره الى اللجنة المتساوية الأعضاء تم تسلمه الى الجهة التي لها صلاحية التعيين الإجراءات 

السالفة الدكر إنتضار الرد على الإستقالة ورفع الطلب الى اللجنة المتساوية الأعضاء هدفها ضمان إستمرارية أداء النشاط

والخدمة من قبل المرفق.

ب) ضمانات القضائية:

ساهم القضاء الفرنسي في ظهور النظريات التي تخدم مبدأ حسن سير المرفق بإنتضام وإطراد.

ب2) : نظرية الظروف الطارئة: 

كقاعدة عامة فإن العقد شريعة المتعاقدين لكن لا يمكن ان يطبق على إطلاقها في مجال العقود الإدارية لذا أنشاء القضاء الإداري

الفرنسي نظرية الظروف الطارئة لضمان إستمرار نشاط المرفق بإنتظام وإطراد من خلال القضية التي تتجلى وقائعها 

مايلي: 

- عقب الحرب العالمية الأولى إرتفعت أسعار الفحم إرتفاعا كبيرا لدرجة أن شركة الإنارة في "بوردو" وجدت أن الرسوم 

التي تتقاضاها لا تغطي نفقات الإدارة بعدها طلبت شركة الإنارة من السلطة خفض الأسعار الا أن هده الأخيرة رفضته وتمسكت 

بتنفيد العقد. 

- رفع الأمر أمام مجلس الدولة الفرنسي الذي أقر مبدأ جديد إستمده من دوام المرفق العام بإنتظام وإطراد .

ب2): نظرية الموظف الفعلي: 

شخص يمارس إختصاصا إداريا  رغم وجود عيب جسيم في قرار تعيينه رغم العيب المدكور الا أن القضاء الفرنسي وسعيا منه 

عدم إرتباك الخدمات عامة بإنتظام وإطراد أضفى مشروعية على هده الأعمال وميز بين حالتين:

حالة الظروف العادية: 

إذ أصدر قرار بترقية شخص معين ونجم عنها تغييرا في المهام تم تبين فيما بعد أن أسس الترقية غير متوفرة فإن أعماله تظل 

صحيحة منتجة لأتارها قانونية .

-حالة الظروف الطارئة الإستتنائية:

ادا بادر شخص أو مجموعة أشخاص في حالات الإستتنائية كالحرب والكوارت بقيام بأعمال هي من صميم ونطاق السلطة العامة

فإن هده العملية تنتج أتارها القانونية

- مبدأ قابلية المرفق العام لتبديل: 

كما دكرنا سابقا فإن من عناصر المرفق العام خضوعه لسلطة الدولة سواء مارسه الدولة سلطتها على نشاط المرفق او على 

المرفق كهيكل بمعنى أن المرفق العام يخضع لقوانين وتنظيمات وهده الأخيرة منها ما يحكم المرفق من حيت هيكلته ومنها ما

يحكمه من حيت نشاطه.

- طروق الإدارة المرافق العامة: 

- إدارة المرفق العام بواسطة جهاز حكومي:

إما إدارة المرفق العام بواسطة الاستغلال المباشر وبواسطة المؤسسة العامة.

1): الإستغلال المباشر:

يقصد به أن تقوم الدولة أو هيئاتها بإدارة المرفق بنفسها مستعملة في دلك أموالها وموظفيها ومستخدمة وسائل القانون العام 

كما أنه تمتد طريقة الإستغلال المباشر للمرافق التجارية والإقتصادية أيضا .

يترتب على طريقة الإستغلال المباشر خضوع المرفق للرقابة المباشرة للدولة وتخضع لقواعد القانون عام.

2):أسلوب المؤسسة العامة:

أطلق عليها الفقه اللامركزية المرفقية وهي أحد أسلوب إدارة المرافق العامة تتميز عن أسلوب الإستغلال المباشر أن المؤسسة 

العامة تتمتع بالشخصية المعنوية والإستقلال المالي وتعتبر قراراتها إدارية عمالها موظفون عموميون وأموالها أموال عامة.

أنشأ أسلوب المؤسسة العامة من أجل تخفيف العبئ عن الإدارة المركزية وقد ضبط هذا الإستغلال بنقدين: 

1): قيد التخصص:

أي أن كل مؤسسة عمومية تكون مقيدة بالأعمال والنشاطات المحددة في نص إنشائها ولا تحيد عنها وتمارس نشاطات أخرى 

غير مدكورة تشريعيا أو تنظيميا.

2):خضوع المؤسسة لنظام الوصاية: 

إذا كانت المؤسسة العامة تشكل صورة من صور اللامركزية في جانبها المرفق فإن ذلك  لا يعني قطع العلاقة بينها وبين سلطة 

الوصاية فمن حق الإدارة العامة المركزية أن تراقب نشاطها بهدف التأكد من عدم خروجها من المجال المحدد لها وهذا أمر 

تعرضه المصلحة العامة.

إدارة المرفق العام بشخص من أشخاص القانون الخاص( عقد الإمتياز): 

تعريف الإمتياز : 

هو تعهد الإدارة ممتلة في الدولة أو الولاية أو البلدية إلى أحد الأفراد أو الأشخاص القانون الخاص الملتزم بإدارة مرفق إقتصاديا 

استغلال لمدة محدودة وذلك عن طريق عمال وأموال يخدمها الملتزم وعلى مسؤوليته وفي مقابل ذلك يتقاضي رسوم 

يدفعها كل من انتفع لخدمات المرفق.

-الفرق بين أسلوب الإمتياز والإستغلال المباشر للمؤسسة: 

من حيت أداء الدولة للنشاط : 

في أسلوب الإمتياز لا تتولى الدولة بنفسها إدارة  المرفق على خلاف إستغلال المباشر والمؤسسة العامة .

من حيت التمويل: 

يتكفل الملتزم بالتغطية المالية للمشروع على عكس الإستغلال المباشر والمؤسسة العامة.

من حيت إضفاء صفة الموظف : 

ويتمتع الأجراء العاملون لحساب الملتزم بصفة الموظفين العموميين بل عمال يحكمهم تشريع العمل لا تشريع الوظيفة العامة.

-أركان الإمتياز: 

1): المحل: 

ينصب عقد الإلتزام عادة على ادارة مرفق عام يكون عادة إقتصادي حيت أنه لا يتصور أن تعهد الإدارةلأحد  الأفراد أو الشركات

بإدارة مرفق إداري بما في دلك من خطورة تمتد أتارها الى فئة المنتفعيين.

2): الأطراف :

الإدارة ، الدولة ، البلدية ، الولاية  الملتزم أحد الأفراد أو شخص خاص.

3):الشكل:

تتمتل في دفتر الشروط التي تتضمن جميع أحكام الخاصة بالمرفق والتي تضعها الإدارة بإدارتها المنفردة وعلى المتعاقد الإلتزام 

بها. 

-اتار الإلتزام : 

1): بالنسبة للملتزم: 

أ): من حيت الإلتزامات: 

- تنفيد الشخص للإلتزام .

- ضمان إستمرارية سير المرفق.

- ضمان المساواة أمام المنتفعيين.

ب): من حيت الحقوق:

- الحصول على المساعدات من جانب الإدارة .

- الحصول على المقابل المالى .

- الحصول على التوازن المالي.

2): بالنسبة للإدارة: 

- حق الرقابة والإشراف.

- حق التعديل .

- حق إسترداد المرفق قبل نهاية المدة

- حق سلطة توقيع الجزاء.

-نهاية الإلتزام: 

1): نهاية بطرق عادية: 

تتمتل  في إنتهاء المدة المنصوص عنها في العقد.

- نهاية بطرق غير عادية: 

- صدور حكم قضائي موضوعه حرمان الملتزم من الإمتياز بسبب ارتكابه خطأ جسيم .

- إنهاء الإمتياز من جانب الإدارة لأسباب فرضتها مقتضيات المصلحة العامة.

3): ادارة المرفق العام عن طريق شركة مختلطة ( الإستغلال المختلط): 

هو تعاون القطاع الخاص الوطني أو الأجنبي على القطاع العام الوطني في إطار قانوني يتجسد في شركة مساهمة يكون رأسمالها 

مشتركا بين أحد أشخاص القانون الخاص واحدى الهيئات العامة وغالبا ما يتعلق النشاط با المجال التجاري أو الصناعي.























































تاريخ النظم:  علاقة تاريخ النظم بنطاق علم القانون:

تاريخ النظم: علاقة تاريخ النظم بنطاق علم القانون:

12:06 م 1 تعليق
1:تعريف القانون و تطوره:

القانون هو مجموع القواعد التي يسير عليها الناس في هيئة اجتماعية ويترتب علي مخالفتها جزاء. والغرض من هده القواعد يتمتل  

من جهة ، في تنظيم الاعمال داخل المجتمع ؛فيصبح كل فرد يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات تجاه الاشخاص الاخرين 

الدين يعيشون معه في المجتمع ؛ ويتمتل  من  جهة اخري ، في تنظيم علاقات الناس فيما بينهم  لأن  القانون يطبق علي مجموعة  من

الافراد وليس علي شخص يعيش وحده. وهؤلاء الاشخاص مجبورون علي احترام القانون  اذ لو خالف اي احد منهم القواعد القانونية

لتعرض  لجزاء علي قدر فعله . وهدا الجزاء  هو الدي يفرق بين القواعد القانونية والقواعد الأخري  اذ لا يطلق اسم "قانون" علي 

القواعد  التي  لا تكون  مصحوبة با الجزاء المقرر عند مخالفتها . والمتال  علي دلك ، القواعد الأخلاقية وقواعد  المجاملات :

فهي  لا تعتبر  قواعد  قانونية  ولا تدخل  في نطاق  علم القانون لأن الناس غير  مجبورين علي اتباعها . كل ما يترتب علي من

يخالفها هو تأنيب  ضميره  واحتقاره  من الجميع .

2.نطاق علم القانون:


وفقا لما تقدم ، يحتوي نطاق  علم القانون علي تلاتة انواع  من المواد: القانون الوضعي، وتاريخ القانون ، وعلم التشريع او السياسة

الشرعية.

اما القانون الوضعي ، فهو الدي يهتم بدراسة القواعد القانونية الحاضرة ، اذ هو دراسة القانون المطبق فعلا سواء كان انتماءه الي

القسم العام كا لقانون  الدستوري والقانون الاداري.

اما تاريخ  القانون فهو الدي يهتم  بدراسة القانون من حيت التطورات التي مرت بها المصادر والنظم القانونية حتي وصلت الينا

بحالتها الحاضرة وهده  هي الناحية التاريخية.

واخيرا يطلق اسم "علم التشريع او السياسة الشرعية" علي الدراسة التي تهتم با القانون با النسبة لمستقبلة لتحسين الوضع الدي هو

عليه اليوم . وهده  هي الناحية الفلسفية والسياسية.

3. دراسة تاريخ القانون:

أ/ اهمية دراسة تاريخ القانون:

لم تبرز هده الاهمية الا في مطلع القرن العشرين ، خاصة عندما عقد مؤتمر دولي بباريس سنة 1900اكد فيه الباحتون علي مدي

اهمية هده الدراسة . ومن جراء دلك ، اصبحت لمادة تاريخ القانون مكانة هامة في نطاق علم القانون،اد يعتبر حاليا جزءا لا يتجزأ

منه.

وتتمتل اهمية هده الدراسة في  جوانب عديدة منها تقافية ،ومنها علمية زعملية.

فمن الناحية التقافية:

تعد هده الدراسة وسيلة لمساعدة الباحت علي الإلمام بمختلف المجتمعات والحضارات مع استخلاص مستواها الحضاري خاصة من

خلال مقارنتنا للشرائع القديمة.

وفضلا عن هدا الجانب التاريخي والحضاري الذي يسمح للباحت في تاريخ القانون ان يوسع تقافته،عليه ايضا الاطلاع علي جوانب

دراسية اخري كا الجانب الاقتصادي والاجتماعي والديني.

اما من الناحية العلمية و العملية:

يمكن اعتبار دراسة تاريخ القانون بمتابة:

اداة لفهم واستيعاب الشرائع والنظم الحالية اما باعتبارها نتيجة لنظم سابقة(متل  التمييز بين الحق العيني والحق الشخصي الذي

لايمكن فهمه  إلا با لرجوع الي القانون الروماني) وإما لأنها متضمن في تناياها قواعد قانونية قديمة(متل الدفاع الشرعي الدي

جاء نتيجة للانتقام الفردي المعروف قديما).

مضمون مادة تاريخ القانون:

تتضمن مادة تاريخ القانون نوعين من الدراسة :دراسة تاريخ المصادر التاريخية ،ودراسة النظم القانونية.

اما تاريخ المصادر التاريخية :فهو  يهدف الي معرفة القاعدة القانونية وتطورها عبر  العصور المختلفة . وقد نشأت هده 

المصادر اما عن عرف درج عليه الناس في علاقاتهم وحياتهم ، او عن تشريع صادر عن هيئة تشريعية ، او عن قضاء 

استقرت عليه المحاكم في قطر من الاقطار ، او عن فقه ناتج عن استنباط القواعد القانونية ، او عن اوامر او تقاليد دينية توارتها

الخلف عن السلف واصبحت راسخة في ادهان الناس.

واما النظم القانونية :فهي عبارة عن مجموع القواعد التي تنظم علاقة معينة من العلاقات القانونية ، سواء تنتمي الي القسم العام

كنظام الحكم وما يحتوي عليه من انظمة اخري متعلقة با السياسة والقضاء ؛ او تنتمي الي القسم الخاص كنظام الملكية او نظام 

العقود او نظام الأسرة وغيرها.كما ان هده الأنظمة قد تتدرج هرميا اذ انها تحمل في تناياها جملة من نظم اخري متل نظام الزواج

و نظام الإرت الداخلة في نطاق دراسة نظام الأسرة.

4. شمولية تاريخ النظم:

للوصول الي دراسة تاريخ النظم دراسة علمية صحيحة وجدب النظر الي الأحوال التي ادت الي تحسينها وانتشارها ، اي دراسة 

مختلف النظم السائدة في المجتمع اقتصادية كانت ام اجتماعية ام سياسية ام دينية........ لأن هده النظم تؤترعلي المجتمع و

بالتالي علي القانون.

وعليه تعتبر مادة تاريخ النظم مادة  شاملة فهي اشمل من دراسة تاريخ النظم وتفيض عنها وعن تاريخ القانون عموما.

الفصل الأول: النظم الميزوبوتامية:

"ميزوبوتامي"كلمة اغريقية مشتقة من "ميزوس" بمعني وسط ، و"بوتاموس"بمعني نهر ، واذا اردنا ان نترجمها ترجمة 

صحيحة يمكننا القول "بلاد ما بين النهرين او الرافدين " والمقصود با النهرين هنا الدجلة والفرات ، اي العراق القديمة.

"ففي هده الارض المحضونة بين نهرين وكأنها في مهد، شرع الانسان عهد الحضارة".

وقد شاهدت الميزوبوتامي تعاقب حضارات كتيرة نتجت عن اختلاف الشعوب التي تولت الحكم في  البلاد والتي كونت عدة 

امبراطوريات اتخدت كل واحدة منها اسم الشعب الذي تولي الحكم فيها .

المبحت التمهيدي:الامبراطوريات الميزوبوتامية:

مرت الميزوبوتامي بمراحل عديدة تتمتل خاصة في الامبراطوريات التالية:

اولا:الامبراطورية السومارية:(القرن 32الي24ق.م.):

لم يتفق المؤرخون علي اصل السوماريين، فهو غير مؤكد . لكن من المتفق عليه انهم اول من سكن جنوب الميزوبوتامي في 

حوالي القرن 32ق.م. وقد اسسو مدنا  عديدة اهمها"اور"و "لكش"و" لارسا".

تانيا: الأمبراطورية الأكادية ـالسومارية:(القرن 24الي 20ق.م):

يقول المؤرخون ان اصل الأكاديين سامي جاءوا من سوريا وهجموا علي المنطقة الجنوبية للميزوبوتامي حيت كان سكانها

ينعمون برقي الحضارة السومارية ، فتمكنوا من الاستلاء علي الحكم واسسوا الأمبراطورية الأكادية برئاسة زعيمهم 

"سارغون الأكادي" الذي اخضع كل المناطق المجاورة لحكمه.

تالتا: الأمبراطورية البابلية :(القرن 20 الي 12ق.م): 

اصل البابليين سامي علي غرار الأكاديين جاءوا من سوريا واستقروا في مدينة "بابل" واتخذوها عاصمة لهم. وقد كونت هده

الشعوب سلالات ملكية جديدة ذات طابع سامي .ففي مطلع القرن 19ق.م تكونت اول اسرة بابلية ذات طابع سامي حققت التوحيد

للبلاد بفضل عمل سادس ملوكها واشهرهم وهو حمورابي. وقد دام حكم هدا الأخير نحو اربعين سنة تعد ازهي عصور العراق

القديمة حيت احسن هذا الملك في تنظيم دولته واشتهر بتقنينه وغزواته اذ اخضع لحكمه بلادا كتيرة متل"اشور"و"سوريا".

رابعا:الأمبراطورية الأشورية:(القرن 11الي7ق.م):

الأشوريون هم سكان شمال الميزوبوتامي وهم مزيج من شعوب كتيرة غلب عليها العنصر السامي ، وهم ينتسبون الي المكان 

المرتفع والإستراتيجي الهام الدي كانوا يقيمون فيه ويسمي "اشور". ومن اهم ملوكهم " اشور بانيبال" الذي اشتهر بالحروب

وبالعمران . وقد شيد قصرا ضخما في مدينة "ننوى" عاصمة الأمبراطورية الأشورية .

خامسا:الأمبراطورية الكلدانية:(من سنة 626 الى 539ق.م):

الكلدانيون قبائل سامية نزحت من سوريا الى وسط بلاد ما وراء النهرين واستقرت فيها . ولم يدوم حكم الكلدانيين قرنا واحدا في 

الميزوبوتامي، اذ أن انشغالهم باالترف والعبت أدى الى ضعفهم وانحلال دولتهم التي انتقلت الى بلاد الفرس بزعامة قائد هو

" كورش" سنة 539ق.م.

    المبحت الأول: أهمية التنظيم القانوني في الميزوبوتامي:

في بلاد ما بين النهرين مجموعات قانونية كتيرة ، وهي تعتبر اقدم القوانين التي عرفها العالم الى اليوم . والتنظيم القانوني الذي 

قام به الملوك والحكام راجع الى عدة اسباب منها اقتصادية وإجتماعية ودينية.

المطلب 1: المجموعات القانونية الميزوبوتامية:

عتر علي معظم هده المجموعات القانونية في عشرات السنين الأخيرة فنشرها وخاصة ترجمتها وتفسيرها مازال ساريا الى

وقتنا الحاضر . وتعد هده المجموعات اول المجهودات الأنسانية لصياغة قواعد القانون ، وذلك رغم عدم تضمنها عرضا عاما

وشاملا للنظام القانوني.

المجموعات السومارية _ الأكادية:

اقدم مجوعة سومارية _أكادية صدرت عن الملك السوماري " اورنامو" في حوالي سنة 2080 ق.م . وتعتبر حاليا أ قدم نص 

تشريعي معروف . لكن توجد اتار نصوص أ قدم منه كآتر مجموعة " شلقي" في مدينة " أور" ومجموعة " أوركاقينا" في 

مدينة " لكش" .

وتبين نصوص مجموعة " اورنامو" نفسها ، أنها مأخودة من نمادج أقدم منها. وهده المجموعة مكتوبة في لوحة توجد الان 

بمتحف اسطنبول ، لكن نصوصها غير كاملة اذ لم يكتشف العلماء إلا على بعض الفقرات منها ، قسموها الي سبعة مواد تتعلق 

ببعض النظم الإقتصادية كنظام الزراعة (المادة 1و 2 ) والاجتماعية كنظام الرق (المادة 4) والقانونية كنظام الجرائم و 

العقوبات ( المادة 3،5و 7). 

قانون حمورابي: 

يعتبر قانون حمو رابي أهم أتر قانوني للعهد القديم قبل روما . ولقد وضع هذاالقانون سادس ملوك بابل وأشهرهم في 

حوالي القرن 18ق.م. وقد اكتشف في انقاض مدينة سوس بإيران سنة 1902م. اما نصوصه فهي منقوشة على نصب من حجر 

محفوظ الآن في متحف "اللوفر " بباريس. 

قانون الحتيين: 

لا ينتسب هذا القانون الى ملك معين ، لذلك كان من الصعب على المؤرخين تحديد تاريخه . ويعتقد البعض ان تحريره يرجع 

الى القرن 14ق.م ، والبعض الآخر يرجعه الى القرن 13ق.م.

وهذا القانون هو عبارة عن مجموعة من النصوص مكتوبة في لويحات طينية باللغة الحتية ومنقوشة با الحروف المسمارية .

وقد وصلت الينا هده النصوص مجزأة بعضها كامل والبعض الآخر ناقص.

المجموعات الآشورية :

حررت هده القوانين في عهود مختلفة: اقدمها مؤرخة قبل عهد حمو رابي بين سنتي 1950و 1870ق.م، و المجموعة 

التانية مؤرخة بين سنتي 1550و 1250ق.م ، والتالتة مؤرخة نحو سنتي 750و 700ق.م. 

وتكشف لنا هده المجموعات على قانون يبدو أقل تطورا من المجموعات السومارية - الأكادية والبابلية. وعموما فهو يمتاز 

بالقسوة العسكرية نظرا لما اشتهر به الأشوريون بأنهم شعب حرب.

المطلب 2: الأسباب التي ساعدت على التنظيم القانوني في الميزوبوتامي: 

من العوامل الأساسية التي ساعدت على ظهور المجموعات القانونية في المجتمعات القديمة بما فيها بلاد ما بين النهرين ،

ظهور الكتابة التي بفضلها ظهر التاريخ ودونت الأعراف السائدة . الأمر الذي سمح لنا الاطلاع على مستوى هده المجنمعات 

في جميع الميادين : السياسي والاجتماعي والإقتصادي و الديني.

التنظيم الإقتصادي: 

كان الإقتصاد الميزوبوتامي متطورا في معظم المراحل التاريخية للبلاد. وهذا راجع لعاملين اساسيين : من جهة لأن 

الميزوبوتامي عبارة عن حضارات مفتوحة للخارج من جميع النواحي لاسيما من الناحية الإقتصادية خلافا لما كان عليه الحال 

في مصر الفرعونية كما سيأتينا لاحقا ، ومن جهة اخرى ، لأن المللوك كانو ا يسهرون على تطور الإقتصاد وازدهاره.

نظام الزراعة: 


كانت الزراعة تحتل المكانة الأولى في الحياة الإقتصادية الميزوبوتامية كما هو الحال في معظم المجتمعات القديمة . وقد

كانت موضوع اهتمام في كل العصور ما عدى في عهد الأشوريين الذين اهتموا خاصة با لحروب وتطوير الأسلحة 

باعتبارهم  شعب حرب.

نظام الصناعة والتجارة : 

كانت التجارة موجودة في الميزوبوتامي: السوماريون والبابليون كانوا يعرفون النسيج والصباغة والتطريز وصناعة الفخار 

وغيرها، اما الأشوريون ، فبا لنظر الى شهرتهم كشعب حرب وعمران ، كانت صناعتهم تتعلق باستخراج الأسلحة والمعادن

وكانوا يهتمون بصناعة الزجاج والأتات المنزلي.