تاريخ النظم: علاقة تاريخ النظم بنطاق علم القانون:

12:06 م
1:تعريف القانون و تطوره:

القانون هو مجموع القواعد التي يسير عليها الناس في هيئة اجتماعية ويترتب علي مخالفتها جزاء. والغرض من هده القواعد يتمتل  

من جهة ، في تنظيم الاعمال داخل المجتمع ؛فيصبح كل فرد يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات تجاه الاشخاص الاخرين 

الدين يعيشون معه في المجتمع ؛ ويتمتل  من  جهة اخري ، في تنظيم علاقات الناس فيما بينهم  لأن  القانون يطبق علي مجموعة  من

الافراد وليس علي شخص يعيش وحده. وهؤلاء الاشخاص مجبورون علي احترام القانون  اذ لو خالف اي احد منهم القواعد القانونية

لتعرض  لجزاء علي قدر فعله . وهدا الجزاء  هو الدي يفرق بين القواعد القانونية والقواعد الأخري  اذ لا يطلق اسم "قانون" علي 

القواعد  التي  لا تكون  مصحوبة با الجزاء المقرر عند مخالفتها . والمتال  علي دلك ، القواعد الأخلاقية وقواعد  المجاملات :

فهي  لا تعتبر  قواعد  قانونية  ولا تدخل  في نطاق  علم القانون لأن الناس غير  مجبورين علي اتباعها . كل ما يترتب علي من

يخالفها هو تأنيب  ضميره  واحتقاره  من الجميع .

2.نطاق علم القانون:


وفقا لما تقدم ، يحتوي نطاق  علم القانون علي تلاتة انواع  من المواد: القانون الوضعي، وتاريخ القانون ، وعلم التشريع او السياسة

الشرعية.

اما القانون الوضعي ، فهو الدي يهتم بدراسة القواعد القانونية الحاضرة ، اذ هو دراسة القانون المطبق فعلا سواء كان انتماءه الي

القسم العام كا لقانون  الدستوري والقانون الاداري.

اما تاريخ  القانون فهو الدي يهتم  بدراسة القانون من حيت التطورات التي مرت بها المصادر والنظم القانونية حتي وصلت الينا

بحالتها الحاضرة وهده  هي الناحية التاريخية.

واخيرا يطلق اسم "علم التشريع او السياسة الشرعية" علي الدراسة التي تهتم با القانون با النسبة لمستقبلة لتحسين الوضع الدي هو

عليه اليوم . وهده  هي الناحية الفلسفية والسياسية.

3. دراسة تاريخ القانون:

أ/ اهمية دراسة تاريخ القانون:

لم تبرز هده الاهمية الا في مطلع القرن العشرين ، خاصة عندما عقد مؤتمر دولي بباريس سنة 1900اكد فيه الباحتون علي مدي

اهمية هده الدراسة . ومن جراء دلك ، اصبحت لمادة تاريخ القانون مكانة هامة في نطاق علم القانون،اد يعتبر حاليا جزءا لا يتجزأ

منه.

وتتمتل اهمية هده الدراسة في  جوانب عديدة منها تقافية ،ومنها علمية زعملية.

فمن الناحية التقافية:

تعد هده الدراسة وسيلة لمساعدة الباحت علي الإلمام بمختلف المجتمعات والحضارات مع استخلاص مستواها الحضاري خاصة من

خلال مقارنتنا للشرائع القديمة.

وفضلا عن هدا الجانب التاريخي والحضاري الذي يسمح للباحت في تاريخ القانون ان يوسع تقافته،عليه ايضا الاطلاع علي جوانب

دراسية اخري كا الجانب الاقتصادي والاجتماعي والديني.

اما من الناحية العلمية و العملية:

يمكن اعتبار دراسة تاريخ القانون بمتابة:

اداة لفهم واستيعاب الشرائع والنظم الحالية اما باعتبارها نتيجة لنظم سابقة(متل  التمييز بين الحق العيني والحق الشخصي الذي

لايمكن فهمه  إلا با لرجوع الي القانون الروماني) وإما لأنها متضمن في تناياها قواعد قانونية قديمة(متل الدفاع الشرعي الدي

جاء نتيجة للانتقام الفردي المعروف قديما).

مضمون مادة تاريخ القانون:

تتضمن مادة تاريخ القانون نوعين من الدراسة :دراسة تاريخ المصادر التاريخية ،ودراسة النظم القانونية.

اما تاريخ المصادر التاريخية :فهو  يهدف الي معرفة القاعدة القانونية وتطورها عبر  العصور المختلفة . وقد نشأت هده 

المصادر اما عن عرف درج عليه الناس في علاقاتهم وحياتهم ، او عن تشريع صادر عن هيئة تشريعية ، او عن قضاء 

استقرت عليه المحاكم في قطر من الاقطار ، او عن فقه ناتج عن استنباط القواعد القانونية ، او عن اوامر او تقاليد دينية توارتها

الخلف عن السلف واصبحت راسخة في ادهان الناس.

واما النظم القانونية :فهي عبارة عن مجموع القواعد التي تنظم علاقة معينة من العلاقات القانونية ، سواء تنتمي الي القسم العام

كنظام الحكم وما يحتوي عليه من انظمة اخري متعلقة با السياسة والقضاء ؛ او تنتمي الي القسم الخاص كنظام الملكية او نظام 

العقود او نظام الأسرة وغيرها.كما ان هده الأنظمة قد تتدرج هرميا اذ انها تحمل في تناياها جملة من نظم اخري متل نظام الزواج

و نظام الإرت الداخلة في نطاق دراسة نظام الأسرة.

4. شمولية تاريخ النظم:

للوصول الي دراسة تاريخ النظم دراسة علمية صحيحة وجدب النظر الي الأحوال التي ادت الي تحسينها وانتشارها ، اي دراسة 

مختلف النظم السائدة في المجتمع اقتصادية كانت ام اجتماعية ام سياسية ام دينية........ لأن هده النظم تؤترعلي المجتمع و

بالتالي علي القانون.

وعليه تعتبر مادة تاريخ النظم مادة  شاملة فهي اشمل من دراسة تاريخ النظم وتفيض عنها وعن تاريخ القانون عموما.

الفصل الأول: النظم الميزوبوتامية:

"ميزوبوتامي"كلمة اغريقية مشتقة من "ميزوس" بمعني وسط ، و"بوتاموس"بمعني نهر ، واذا اردنا ان نترجمها ترجمة 

صحيحة يمكننا القول "بلاد ما بين النهرين او الرافدين " والمقصود با النهرين هنا الدجلة والفرات ، اي العراق القديمة.

"ففي هده الارض المحضونة بين نهرين وكأنها في مهد، شرع الانسان عهد الحضارة".

وقد شاهدت الميزوبوتامي تعاقب حضارات كتيرة نتجت عن اختلاف الشعوب التي تولت الحكم في  البلاد والتي كونت عدة 

امبراطوريات اتخدت كل واحدة منها اسم الشعب الذي تولي الحكم فيها .

المبحت التمهيدي:الامبراطوريات الميزوبوتامية:

مرت الميزوبوتامي بمراحل عديدة تتمتل خاصة في الامبراطوريات التالية:

اولا:الامبراطورية السومارية:(القرن 32الي24ق.م.):

لم يتفق المؤرخون علي اصل السوماريين، فهو غير مؤكد . لكن من المتفق عليه انهم اول من سكن جنوب الميزوبوتامي في 

حوالي القرن 32ق.م. وقد اسسو مدنا  عديدة اهمها"اور"و "لكش"و" لارسا".

تانيا: الأمبراطورية الأكادية ـالسومارية:(القرن 24الي 20ق.م):

يقول المؤرخون ان اصل الأكاديين سامي جاءوا من سوريا وهجموا علي المنطقة الجنوبية للميزوبوتامي حيت كان سكانها

ينعمون برقي الحضارة السومارية ، فتمكنوا من الاستلاء علي الحكم واسسوا الأمبراطورية الأكادية برئاسة زعيمهم 

"سارغون الأكادي" الذي اخضع كل المناطق المجاورة لحكمه.

تالتا: الأمبراطورية البابلية :(القرن 20 الي 12ق.م): 

اصل البابليين سامي علي غرار الأكاديين جاءوا من سوريا واستقروا في مدينة "بابل" واتخذوها عاصمة لهم. وقد كونت هده

الشعوب سلالات ملكية جديدة ذات طابع سامي .ففي مطلع القرن 19ق.م تكونت اول اسرة بابلية ذات طابع سامي حققت التوحيد

للبلاد بفضل عمل سادس ملوكها واشهرهم وهو حمورابي. وقد دام حكم هدا الأخير نحو اربعين سنة تعد ازهي عصور العراق

القديمة حيت احسن هذا الملك في تنظيم دولته واشتهر بتقنينه وغزواته اذ اخضع لحكمه بلادا كتيرة متل"اشور"و"سوريا".

رابعا:الأمبراطورية الأشورية:(القرن 11الي7ق.م):

الأشوريون هم سكان شمال الميزوبوتامي وهم مزيج من شعوب كتيرة غلب عليها العنصر السامي ، وهم ينتسبون الي المكان 

المرتفع والإستراتيجي الهام الدي كانوا يقيمون فيه ويسمي "اشور". ومن اهم ملوكهم " اشور بانيبال" الذي اشتهر بالحروب

وبالعمران . وقد شيد قصرا ضخما في مدينة "ننوى" عاصمة الأمبراطورية الأشورية .

خامسا:الأمبراطورية الكلدانية:(من سنة 626 الى 539ق.م):

الكلدانيون قبائل سامية نزحت من سوريا الى وسط بلاد ما وراء النهرين واستقرت فيها . ولم يدوم حكم الكلدانيين قرنا واحدا في 

الميزوبوتامي، اذ أن انشغالهم باالترف والعبت أدى الى ضعفهم وانحلال دولتهم التي انتقلت الى بلاد الفرس بزعامة قائد هو

" كورش" سنة 539ق.م.

    المبحت الأول: أهمية التنظيم القانوني في الميزوبوتامي:

في بلاد ما بين النهرين مجموعات قانونية كتيرة ، وهي تعتبر اقدم القوانين التي عرفها العالم الى اليوم . والتنظيم القانوني الذي 

قام به الملوك والحكام راجع الى عدة اسباب منها اقتصادية وإجتماعية ودينية.

المطلب 1: المجموعات القانونية الميزوبوتامية:

عتر علي معظم هده المجموعات القانونية في عشرات السنين الأخيرة فنشرها وخاصة ترجمتها وتفسيرها مازال ساريا الى

وقتنا الحاضر . وتعد هده المجموعات اول المجهودات الأنسانية لصياغة قواعد القانون ، وذلك رغم عدم تضمنها عرضا عاما

وشاملا للنظام القانوني.

المجموعات السومارية _ الأكادية:

اقدم مجوعة سومارية _أكادية صدرت عن الملك السوماري " اورنامو" في حوالي سنة 2080 ق.م . وتعتبر حاليا أ قدم نص 

تشريعي معروف . لكن توجد اتار نصوص أ قدم منه كآتر مجموعة " شلقي" في مدينة " أور" ومجموعة " أوركاقينا" في 

مدينة " لكش" .

وتبين نصوص مجموعة " اورنامو" نفسها ، أنها مأخودة من نمادج أقدم منها. وهده المجموعة مكتوبة في لوحة توجد الان 

بمتحف اسطنبول ، لكن نصوصها غير كاملة اذ لم يكتشف العلماء إلا على بعض الفقرات منها ، قسموها الي سبعة مواد تتعلق 

ببعض النظم الإقتصادية كنظام الزراعة (المادة 1و 2 ) والاجتماعية كنظام الرق (المادة 4) والقانونية كنظام الجرائم و 

العقوبات ( المادة 3،5و 7). 

قانون حمورابي: 

يعتبر قانون حمو رابي أهم أتر قانوني للعهد القديم قبل روما . ولقد وضع هذاالقانون سادس ملوك بابل وأشهرهم في 

حوالي القرن 18ق.م. وقد اكتشف في انقاض مدينة سوس بإيران سنة 1902م. اما نصوصه فهي منقوشة على نصب من حجر 

محفوظ الآن في متحف "اللوفر " بباريس. 

قانون الحتيين: 

لا ينتسب هذا القانون الى ملك معين ، لذلك كان من الصعب على المؤرخين تحديد تاريخه . ويعتقد البعض ان تحريره يرجع 

الى القرن 14ق.م ، والبعض الآخر يرجعه الى القرن 13ق.م.

وهذا القانون هو عبارة عن مجموعة من النصوص مكتوبة في لويحات طينية باللغة الحتية ومنقوشة با الحروف المسمارية .

وقد وصلت الينا هده النصوص مجزأة بعضها كامل والبعض الآخر ناقص.

المجموعات الآشورية :

حررت هده القوانين في عهود مختلفة: اقدمها مؤرخة قبل عهد حمو رابي بين سنتي 1950و 1870ق.م، و المجموعة 

التانية مؤرخة بين سنتي 1550و 1250ق.م ، والتالتة مؤرخة نحو سنتي 750و 700ق.م. 

وتكشف لنا هده المجموعات على قانون يبدو أقل تطورا من المجموعات السومارية - الأكادية والبابلية. وعموما فهو يمتاز 

بالقسوة العسكرية نظرا لما اشتهر به الأشوريون بأنهم شعب حرب.

المطلب 2: الأسباب التي ساعدت على التنظيم القانوني في الميزوبوتامي: 

من العوامل الأساسية التي ساعدت على ظهور المجموعات القانونية في المجتمعات القديمة بما فيها بلاد ما بين النهرين ،

ظهور الكتابة التي بفضلها ظهر التاريخ ودونت الأعراف السائدة . الأمر الذي سمح لنا الاطلاع على مستوى هده المجنمعات 

في جميع الميادين : السياسي والاجتماعي والإقتصادي و الديني.

التنظيم الإقتصادي: 

كان الإقتصاد الميزوبوتامي متطورا في معظم المراحل التاريخية للبلاد. وهذا راجع لعاملين اساسيين : من جهة لأن 

الميزوبوتامي عبارة عن حضارات مفتوحة للخارج من جميع النواحي لاسيما من الناحية الإقتصادية خلافا لما كان عليه الحال 

في مصر الفرعونية كما سيأتينا لاحقا ، ومن جهة اخرى ، لأن المللوك كانو ا يسهرون على تطور الإقتصاد وازدهاره.

نظام الزراعة: 


كانت الزراعة تحتل المكانة الأولى في الحياة الإقتصادية الميزوبوتامية كما هو الحال في معظم المجتمعات القديمة . وقد

كانت موضوع اهتمام في كل العصور ما عدى في عهد الأشوريين الذين اهتموا خاصة با لحروب وتطوير الأسلحة 

باعتبارهم  شعب حرب.

نظام الصناعة والتجارة : 

كانت التجارة موجودة في الميزوبوتامي: السوماريون والبابليون كانوا يعرفون النسيج والصباغة والتطريز وصناعة الفخار 

وغيرها، اما الأشوريون ، فبا لنظر الى شهرتهم كشعب حرب وعمران ، كانت صناعتهم تتعلق باستخراج الأسلحة والمعادن

وكانوا يهتمون بصناعة الزجاج والأتات المنزلي.

شارك الموضوع

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى

شاهد مواضيع قد تعجبك ايضا

الاول

1 التعليقات:

إدعمنا بـ التعليقات
غير معرف
21 سبتمبر 2020 في 2:54 م حذف

يرجي وضع اسم المرجع الذي اخذت منه المعلومات للامانة العلمية

رد
avatar